فاطمة، طفلة الأمل رغم الصعوبات
فاطمة هي زهرة بريئة بعثت الأمل في قلب عائلتها رغم الظروف القاسية. وُلدت فاطمة في بلدة عرسال في لبنان، وسط أحضان عائلتها التي انتقلت من مدينة حمص في سوريا بحثًا عن الأمان والحياة الكريمة، ولكن قدرها دفعها برفقة عائلتها الصغيرة للانتقال إلى ببنين – عكار في لبنان، حيث يعمل والدها في مجال الصحة المجتمعية.
عائلة فاطمة، التي تتألف من سبعة أفراد، تجد في والدها عمرو رمزًا للجد والاجتهاد، حيث يعمل بجد لتأمين احتياجاتهم الأساسية. ورغم التحديات المالية، تنبض حياة فاطمة بالحب والأمل، وذلك بفضل الطاقة الإيجابية التي تعيشها مع والدها، الذي يعمل جاهدًا ليحميها ويضمن لها أفضل الظروف للنمو والازدهار.
عانت فاطمة مؤخرا من وعكة صحية سببت لها ارتفاع في درجات الحرارة وسعال شديد، نتيجة لظروف السكن الصعبة وتقلبات الطقس في المنطقة، الأمر الذي جعل عائلة فاطمة تزور عيادة الأطفال في مركز عكار للرعاية الصحية الأولية حيث وجدوا الرعاية اللازمة والتشخيص الدقيق لحالة فاطمة، التي كانت واحدة من العديد من الأطفال الذين يبحثون عن العلاج والرعاية. حيث تستقبل عيادة طب الأطفال في المركز شهرياً ما يقارب 600 طفل، وفاطمة واحدة من هؤلاء الأطفال.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها العائلة، إلا أن البهجة والفرح لا تفارق عيني فاطمة، التي تتجلى فيها قوة الطفولة والبراءة دوماً. تلك الطفلة الصغيرة التي تعلمت درساً كبيراً في الصمود والأمل، تعكس قوة وإيمانًا دائمًا، فرغم الظروف الصعبة والمواجهات، تظل تبتسم وتحمل في قلبها ضوء الأمل، وذلك بفضل الروح الإيجابية التي تحملها داخلها والدعم الذي تجده من عائلتها ومركز عكار للرعاية الصحية الأولية، وهذا الضوء الذي ينبعث منها يجسد جمال الحياة، حيث تُعَلِّمنا فاطمة ببراءتها أن الحياة تبقى جميلة ومضيئة، حتى في أصعب الظروف.