قصة منصور بين الأمل والشفاء
كان منصور طفلاً مثل غیره من الأطفال، یلعب ویذھب للمدرسة في الصف الرابع و عمره 12 عام، وكان منصور یعیش حیاة عادیة كأي طفل في عمره.
ولكن في یومٍ مشؤوم قبل سنتین، وخلال لحظات اللعب، وقعت له كارثة، داسَ منصور على لغم أرضي، تم إسعافه على الفور إلى المستشفى، لكن الأمور لم تسر على ما یرام.
كانت إصاباته بالغة الخطورة، وظل في وحدة العنایة المركزة لمدة 20 یوماً یحارب بین الحیاة والموت.
عندما وصلت الأخبار إلى والده، فاجأته الصدمة، فكیف یتعامل مع حالة ابنه المأساویة، خاصة في ظل الظروف القاسیة التي كانت تمر بھا البلاد، شعر والده بالعجز والألم، حیث لم یستطع حتى مساعدة ابنه بسبب الظروف المادیة الصعبة التي یعیشھا، وقد أصبح عاطلاً عن العمل.
ظل منصور یعیش بمعاناة لمدة عام، یستخدم العكاز بصعوبة بعد بتر قدمه وتغیرت حیاته تماماً، توقف عن الدراسة، وأصبح مقیداً في الفراش، لا یستطیع اللعب مع الأطفال الآخرین. وكان والده ینظر إلیه بحزن، متمنیاً أن یستعید ابنه حیاته الطبیعیة.
لكن فجأة، تغی َّرت الأمور، وفي ظل الظروف الصعبة تواصل والد منصور مع مركز للأطراف الصناعیة الممول من الجمعیة الدولیة لرعایة ضحایا الحروب والكوراث / الامین/. وبفضل دعمھم الكبیر، سافر منصور مع والده إلى تعز، حیث تم توفیر العلاج والتكالیف، وتم إجراء القیاسات وتصمیم طرف صناعي لمنصور، بدأ منصور التدریب علیه، وبكل یوم كان یتحسن و عادت الابتسامة إلى وجھه، وتحسنت حالة والده أیضاً، استمر منصور في التدریب حتى استطاع المشي مجدداً، وقد أعاد الطفل منصور الحیاة إلى أسرته، أعاد الأمل والطموح یسري في شرایینها.
قال والد منصور: أشكر الكادر الطبي الذي أعاد الابتسامة إلى أسرتي، وأتمنى أن یستمر دعمھم لجمیع ضحایا الحرب.
منصور الآن یتطلع إلى المستقبل بكل ثقة، حیث یخطط لمواصلة تعلیمه وتحقیق حلمه في أن یصبح طبیباً یساعد
الآخرین، مستعیداً حیاته بعزم وإصرار