دعم شباب السودان
لأنها عماد المستقبل والعصب الرئيس للقوة البشرية، ولأنها الشريحة العمرية الأكبر ضمن النسيج المجتمعي في البلاد، كانت فئة الشباب في السودان هي الفئة العمرية التي تَركّز عليها محور الاهتمام الحالي لمنظمات المجتمع المدني والمشاريع التنموية الناهضة في البلاد ضمن الظروف الجديدة التي يعيشها السودان اليوم. وعلى هذا الأساس، كان من الضرورة بمكان إعطاء الشباب السوداني اهتماماً استثنائياً في مجال التأهيل المهني، وصقل مواهبهم بالطريقة الأمثل، لإمداد سوق العمل المتنامي بكافة احتياجاته بفعالية وكفاءة.
وبالرغم من أن معظم الشباب السوداني يكملون مراحل التعليم التقليدي الأساسي، إلا أن سوق العمل الحالي يتطلب اليوم ما هو أبعد من التعليم التقليدي، للوصول إلى تخصصات فعلية في شتى المجالات المهنية المطلوبة في البلاد، والتي تعتمد بشكل رئيسي على الوسائل التقنية الحديثة التي لا يستطيع التعليم التقليدي تأمينها عادةً، مما يحرم معظم الشباب السوداني من تطوير مهاراتهم بشكل متوافق مع الحداثة، أو الوقوف كحائل أمام رغبتهم في التخصص التقني أو أي تخصص حديث.
انطلاقاً من هذا الواقع الذي يعيشه شباب السودان اليوم، انطلقت فكرة مشروع “مبادرة دعم الشباب في السودان” على يد فريق “الأمين” للمساندة الإنسانية، بهدف تأمين منصة تدريب حديثة ومتكاملة للشباب السوداني بما يعينهم على تحقيق طموحاتهم المهنية والأكاديمية، وذلك بواسطة دوراتٍ تدريبية تفاعلية تستخدم شبكة الانترنت كمنصة أساسية، وتوفر العشرات من الفرص في مختلف التخصصات، وتساعد الشباب والشابات على اكتساب الخبرة والمعرفة، وبالتالي بناء القدرات وتطوير المهارات في مختلف المجالات التقنية الحديثة.
أهداف المشروع
يهدف مشروع “مبادرة دعم الشباب السودان” بشكل أساسي إلى تزويد الشباب السوداني بحزمة من الدورات المتعددة ضمن مجالات مختلفة، وبشكل مجاني يجعلها في متناول الجميع، كما يهدف إلى خلق بيئة تدريبية جذابة تحفز الشباب للانضمام الى الدورات المتخصصة المتوفرة ضمن المشروع.
إضافة إلى ذلك، سيعمل المشروع على تأمين مصدر دخل ثابت لعدد كبير من المدربين الشباب المتميزين في مجالاتهم، من خلال تأهيلهم للمنافسة في سوق العمل، كما سيعمل على تقوية ودعم الحصيلة الأكاديمية لدى المتدربين، وربطها بالجوانب المهنية لتأهيلهم للحصول على فرص عمل متنوعة.
وسيعمل مشروع “مبادرة دعم الشباب في السودان” على سد الاحتياج التدريبي في البلاد بشكل عام، وتصميم حقائب تدريبية متميزة وفقاً لأحدث تقنيات وطرق التدريب، مع ورشات تدريبية مستمرة ومنح تدريبية لمختلف الفئات والتخصصات، كما سيقدم المشروع شهادات معتمدة لتعزيز مرجعية ومصداقية التدريبات لدى المتدربين عند تقدمهم لأي وظيفة مستقبلاً.
أنواع التدريبات المقدمة ضمن المشروع
سيقدم المشروع تدريبات في كل من مجالات الطب والإسعافات الأولية وأساسيات الرعاية الصحية، إضافة إلى لغات البرمجة، وأساسيات التعامل مع الحاسب وصيانته، وبرامج التصميم الفني، وأساسيات إدارة المشاريع والجودة وريادة الأعمال، وبرامج وأساسيات المحاسبة والإحصاء للمبتدئين والمتقدمين، وأساسيات التسويق التجاري والالكتروني.
كما سيقوم المشروع بتقديم دورات اللغات، وبرامج التدريب الإعلامي الشامل، بالإضافة لمهارات التواصل، إضافة لبرامج الهندسة المختلفة والتصميم اليدوي الإنشائي وتصاميم الهندسة المعمارية، والتدريب على الشبكات والاتصالات وأساسيات الجيل الرابع، عدا عن برامج الخط العربي والشطرنج وغيرها الكثير.
ما هو الأثر المرجو لبرنامج “مبادرة دعم الشباب في السودان”؟
إن “الأمين” للمساندة الإنسانية ترنو على الدوام إلى الآثار البعيدة المدى لكل أنشطتها وفعالياتها، وفيما يتعلق بمشروع “مبادرة دعم الشباب في السودان” بالذات، فإن الأثر البعيد الذي تتطلع إليه الأمين يتركز ضمن الوصول بالفئة المستهدفة إلى سوق العمل بطريقة سلسة ومهنية، سواءٌ كان ذلك من خلال متابعة المتميزين من المتدربين وتوفير فرص عمل لهم، أو من خلال دفعهم لبناء العلاقات المهنية مع المؤسسات المختلفة.
كما سيعمل مشروع “مبادرة دعم الشباب في السودان” على وأد الفجوة القائمة بين خريجي المؤسسات التعليمية وسوق العمل، وذلك من خلال تحديد أبرز المتطلبات الحديثة لسوق العمل وتعزيز فرص الشباب للحصول عليها، وتقديم الاستشارات العلمية والعملية للشباب السوداني، الأمر الذي سيساهم في تحريك عجلة البناء لمشاريع تنموية داخلية بجهودٍ شبابيةٍ خالصة تقوم بها مجموعاتٌ مؤهلة بشكل احترافي من خريجي التدريبات والورشات التي سيقدمها المشروع.
إن “الأمين” من خلال مشروع “مبادرة دعم الشباب في السودان” تهدف إلى جعل الشباب السوداني يستعيد ثقته بنفسه وبالمستقبل الآتي الذي ينتظره، دون الالتفات إلى الظروف الصعبة أو العوائق القائمة، وبالتالي تعزيز شعورهم بالكرامة والاكتفاء الذاتي، والشعور بالأمل بأن القادم أفضل وأجمل في كل شيء.