نافذة أمل جديدة في مركز الأمين للمعالجة الفيزيائية في عرسال
يقول العمّ “إدريس عبد الكريم مطر “حياة النّزوح لم تكن سهلة، فقد عانيت كثيرًا أثناء رحلة النّزوح المحفوفة بِالمخاطر حتى وصلنا بلدة عرسال الّلبنانية مع أسرتي.
“إدريس عبد الكريم مطر ” يَبلغ من العُمر 70عامًا مُهجّر مِن بلدة القصير السّورية، تعرّض السّيد “إدريس عبد الكريم مطر “لجلطة دِماغية بعد لجوئهِ لِبلدة عرسال اللبنانية ويعود السّبب لتعرضه لِضغوط نفسية قاهرة أدى عنده لِشلل في الجهة اليُسرى من الجسم ،
يعيش السّيد “إدريس عبد الكريم مطر” مع أسرته في منزل صغير مُتواضع بالكاد يستطيع إيواء عائلته، تمّ نقله إلى أحد المشافي بعد تعرضه للجلطة الدّماغية، بقيَ في المشفى قرابة الأسبوع أخذ فيها جميع أدويته الموصوفة من قبل الطّبيب وأوصاه بِضرورة بدأ عمل جلسات فيزيائية لاستعادة الحركة والاستقلالية في المشي، فأخبرهُ الطّبيب بِوجود مركز عِلاج فيزيائي مجّاني تابع لِلجمعية الدّوليّة لرعاية ضحايا الحروب والكوارث “الأمين”، وبِسبب وضعهِ المعيشي الصعب وعدم قُدرته على تغطية نفقات العلاج الباهظة والتي أرهقت كاهلهُ، ذهبَ بعدها الى مركز الأمين للعلاج الفيزيائي وكله أمل بأن يكون هذه المركز نافذة حياة جديدة بالنسبة إليه، يقول الطّبيب “عدنان الحجيري ” مدير مركز الأمين للعلاج الفيزيائي بعد أن تم استقبال الحاج إدريس في المركز.
راجعنا المريض مُنذ قرابة سنة ونصف وهو غير قادر على الحركة وبِشكل خاص الجهة اليُسرى ،تم تحديد خطة علاجية لحالة العم إدريس من خلال عدة جلسات وتمارين دورية وتم تخصيص المتابعة بعدها للمعالج الفيزيائي “محمد قدور” الذي بدأ يهيء العم إدريس ويشرح له عن كيفية المُعالجة والتمارين المطلوبة .
يقول المُعالج الفيزيائي “محمد قدور” الذي أوكلت إليه مُهمّة مُتابعة الجلسات الفيزيائيّة للمريض إدريس مطر:
وضعنا خطّة علاج طويلة الأمد ،في الجلسات الأولى بدأنا بتمارين لِتحريك الأطراف السّفليّة والعلويّة مع تحفيز كهربائي للعضلات من أجل تقويتها بالإضافة لِتمارين الجلوس، بِمعدّل ثلاث جلسات أسبوعيّة يتراوح وقت الجلسة من السّاعة إلى الساعتين ،بعد مرور الشّهر الأول على بدأ الجلسات، لاحظنا بوادر ظاهرة لِتحسّنهِ وبدأ بِتحريك أطرافه ولكن بشكل صعب ومُتعب لِلمريض، بعدها بدأنا بِمرحلة عِلاج جديدة وتكثيف الجلسات، انتقلنا إلى تقوية عضلات الأطراف العلويّة والسّفلية، لِنصلَ إلى مرحلة الوقوف بِمفرده دون مُساعدة أحد فقط بمساعدة يديه والعُكّاز، عانى كثيرًا العمّ إدريس في هذه المرحلة ولكن عندما أحسّ بالتّحسن صَبر على ألمه وتعبه فكانت بِداية خطواته ببطيء مصحوب بألم بعد شهر ونصف من العلاج، انتقلنا بعدها لمرحلة توازن الجسم ليستطيع المشي دون مساعدة أحد وحتى دون استعمال العُكّاز وهذه المرحلة استمرت قرابة 6أشهر، بعد مرور هذه الفترة الشّاقة للمريض وصلنا ولله الحمد لِنتيجة جيّدة وملحوظة في حالته وأصبح توازنه جيد ،انتقلنا إلى مرحلة جديدة من الجلسات بِمعدل جلستين في الأسبوع، وبدأنا تدريبه على الاستقلالية في الحركة، الأكل والشرب والمشي بمفرده وصعود ونّزول الدّرج،
وهنا أخبرنا العمّ إدريس عبد الكريم مطر “وهو يشعر بِتحسن واضح ورضى بعد هذه الفترة الطويلة من العلاج، أخبرنا عن امتنانه الكبير للمركز وما يقدمه من مساعدات وخدمات مجّانيّة للاجئين السُّوريين والمجتمع المُضيف دون كلل أو ملل وبنفسٍ راضية وصبر لكي يصل المريض إلى الشفاء الكامل شكرا لكل من يُعطي بلا كلل، ويبذُل كُل الجهد لِيساعد ويكون عونًا للإنسان أينما كان،
للإنسان عونًا