Muhyiddin_Alameen-
القصص الإنسانية

ذراع محيي الدين

ذراع محيي الدين .. قبل شهر واحد فقط، كان الطفل محيي الدين ذو الـ 13 ربيعاً طفلاً طبيعياً كأي واحد آخر من أقرانه، إلا أن حادثاً بسيطاً غير مجرى حياته إلى الأبد! محيي الدين واحد من مئات آلاف الأطفال اليمني الذين اضطروا للنزوح مع عائلاتهم بسبب نيران الحرب المستعرة في اليمن منذ أكثر من ست سنوات مضت، وأثناء لعبه مع بعض أقرانه في المنطقة التي نزح إليها مع أسرته في محافظة “مأرب”، سقط محيي الدين على مرفق ذراعه اليسرى، الأمر الذي أدى إلى كسر في عظم الزند لديه.

كانت الحالة المادية لأسرة محيي الدين في أسوأ حالاتها – كغيرها من مئات آلاف العائلات اليمنية الأخرى – لذلك لم يستطع والده تقديم عناية طبية عاجلة وتخصصية لحالة الكسر التي أصيب بها ابنه، واقتصر الأمر على إسعافه – فور وقوع الحادث – إلى مشفى حكومي قريب، حيث تم وضع جبيرة عاجلة لمكان الكسر، وبقي الأمر كذلك مدة شهر كامل دون أي عناية أو متابعة طبية، الأمر الذي تسبب لمحيي الدين بحالة تيبس للمفاصل في ذراعه، مع ضعف عام في عضلاتها.

نقطة التحول في حياة محيي الدين تمثلت في زيارة أجراها والده بالصدفة إلى مركز الأطراف الصناعية في مأرب، المدعوم والممول من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث كان والد محيي الدين يتلقى علاجاً لإصابة قديمة موجودة لديه، وهنا قرر الأب أن يحضر ابنه معه إلى المركز ليكون بدوره أحد المستفيدين من خدماته إزاء حالة الكسر التي لديه.

وهكذا، حظيت ذراع محيي الدين بعناية خاصة جداً ضمن المركز، فتم وضع خطة علاجية له من قبل مشرف الحالة “محمد مريع” أحد فنييّ العلاج الفيزيائي في المركز، وخلال شهر من بدء حضوره إلى المركز، يحافظ محيي الدين على الالتزام بالحضور لتلقي العلاج وممارسة التمارين.

ولقد أكد المشرف على حالة محيي الدين بأن نسبة علاجه قد نجحت بنسبة 80% وتبقى فقط نسبة بسيطة تتركز في مد المفصل وثنيه، وهو ما سيكمله خلال ما تبقى من مرحلة العلاج. وبالرغم من كل هذه المحن، لايزال محيي الدين مستمر بحضور دروسه في المدرسة، حيث يذهب صباحاً إلى مدرسته، وبعد خروجه منها يقصد مركز الأطراف الصناعية للعلاج والتمرين المستمر، وكله أمل بالخلاص والعودة إلى الحياة الطبيعية عما قريب جداً.

 

 

 

 

 

 

Leave A Comment