قصة صمود محمد عمر ورحلة الإيمان والأمل في وجه التحديات
ولدت هذه القصة في شوارع مقديشو – بنادير، و تروي قصة صمود عائلة وأمل لا يتزعزع، محمد عمر فرح رجل يبلغ من العمر 70 عامًا، ليس فقط زوجًا مخلصًا وأبًا حنوناً لستة أطفال، بل رمزًا للعزيمة في وجه الصعاب، عاش محمد حياة السائق على مدى سنوات، دائمًا في حركة و قد شغل دورًا في حياة العديد من الناس من خلال ضمان سلامة رحلاتهم كما كان معروفًا بطبيعته وقدرته على إقامة صداقات أينما ذهب. لقد كان لتفضيلاته الغذائية وقلة شرب الماء أثر عظيم على كليتيه، حيث بدأت صحته بالتراجع و فقد حيويته تدريجيا، تكررت حالات الإسهال والقيء بشكل متكرر ومع تفاقم حالته أحضرته عائلته إلى المستشفى ليتبين لهم أنه يعاني من مشكلتين صحيتين: ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الكليتين.
واجهت عائلة محمد صعوبات عدة في تقبل واقع حالة محمد حيث كان عبء التكاليف خاصةً تكاليف جلسات الغسيل الكلوي تشكل تحديًا كبيرًا، ومع ذلك رغم الصعاب، اتحدت العائلة معًا حيث قدم كل فرد منهم جهوده لضمان تلقي محمد الرعاية ذات الجودة، ولأن الإيمان دائماً يعطي القوة لأهله، و في الوقت التي بدت فيها أعباء الفواتير الطبية ساحقة، وجدوا أنفسهم في مركز الغسيل الكلوي في مستشفى بنادير – مقديشو، الصومال، المشغل من قبل الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث والمدعوم من مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية.
كانت التجربة هناك لا تُنسى، كالملاذ في وسط الفوضى التي كانوا يواجهونها، حيث استقبلهم العاملون بحرارة، وقدم الأطباء والممرضون العلاج اللازم، اليوم، يقوم محمد بجلسات الغسيل الكلوي ثلاث مرات في الأسبوع، على الرغم من أن مرضه جعله أكثر انطواءً، إلا أن عزيمته لا تزال قائمة حيث أن صموده والدعم الثابت من أحبائه وتأثيرهم واضح عليه. وقد عبرت عائلة محمد أنها ممتنة إلى الأبد لمركز الغسيل الكلوي في مستشفى بنادير، الذي لم يمنح محمد فقط فرصة للحياة، بل أكد أيضًا إيمانهم في لطف الغرباء، هذه ليست مجرد قصة؛ إنها شهادة على روح أهمية الروابط العائلية والتعاطف اللامحدود الذي لا زال موجود في عالمنا.