الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الأمين للمساندة الإنسانية
حين نستذكرُ الملهمَ و المعلمَ نستذكرُ مسيرةً مفعمة بالعطاء و الإلهام ، نستذكر شاباً شهيداً مختزلاً أبهى صور التضحية في تاريخ الثورة السورية ، نستذكرُ الشهيد الجميل أمين حرصوني.
تجاوز حدود التضحية، فعلمنا وألهمنا ، كان شاباً في مقتبل العمر وفي أولى خطاه على طريق المستقبل لم يتوانَ للحظة في تقديم روحه في سبيل الحرية والكرامة، وفي سبيل مساعدة الناس والوقوف بجانبهم على الرغم من قساوة الظروف التي كانت قبلاً.
و عندما نتذكره ، نتذكر ما خلده في نفوسنا من ثقة و مبادئ و أفكار جوهرية ثابتة ثبات الدهر و استمرار الزمان ، فما تركه مغروسٌ في خَلدِ الناس و في خلدٍ كل مناضل و ثائر و إنسان في هذا الوطن .
في ذكرى استشهادك يا أمين نستذكرك في الميدان و في كل جنبات الصروح التي حملت اسمك تخليداً لذكراك يا شهيدنا الجميل.
اختصارا لذكرى استشهادك نستذكر مصباح الحرية و الجذوة المتقدة الراسخ نورها في صخور جبل الاربعين و جذوع أشجار الزيتون والكرز و في نفوس الثائرين يا أمين..
و من حيث انتهيت بدأت حكايتنا التي أصبح عمرها اليوم عشر سنين..
انطلقنا من جبال الأربعين في أريحا وشمال سوريا حيث نفذت الأمين الكثير من المشاريع الإغاثية و الخدمية والطبية والتعليمية توزعت على مدارس و مراكز ومنشآتٍ صحية ومشاريع عديدة وصلت في سجلاتها اليوم لملايين المستفيدين.
و عندما أنّ اليمن الجريح كنا من السباقين لعلاج المتضررين من الضحايا والمبتورين هناك، رسمنا مستقبلاً لأجيال عديدة في التعليم، ولامسنا قلوب اليتامى والثكالى، أنقذنا مئات الآلاف من مخاطر سوء التغذية، وفتحنا نوافذ حيوات جديدة لمرضى الفشل الكلوي.
وتشاركنا الشموخ مع شجر الارز في لبنان، فكتبنا حكايات نجاح جديدة، نبتت من جرود عرسال شرق لبنان في مخيمات الاجئيين السوريين، وترعرت بين سكان المجتمع المضيف، واليوم نترقب الحصاد الأجمل في محافظة عكار اللبنانية.
وما نسينا أهلنا وأصحاب الجرح القديم في قطاع غزة بفلسطين، فكنا معهم في أحلك الظروف حين اشتدت، فزرعنا ضحكاتهم على محياهم بقلوب لا تعرف اليأس ونفوس عاهدت أن تكون خير عوناً للإنسان.
وحين حطت رحالنا في الصومال، وجدنا ابتسامات سمراء تعكس ما تكنُ قلوبهم من بياض وطمأنينة زرعناها في قلوبهم ولا سيما مرضى الفشل الكلوي.
واليوم وعلى مشارف الذكرى السنوية العاشرة للأمين للمساندة الإنسانية والتي تصادف 15 أيلول سبتمبر من الشهر الجاري، نُبشرك يا أمين بأن الحلم الذي طالما رأيناه في بريق عينيك أصبح واقعاًعصياً على النكران، بدأنا في تحقيقه من سوريا ووصلنا اليوم لعشرة دُول وجدنا فيها من كان ينتظر قلوباً لا تعرف المستحيل، احترفت العمل الإنساني من تجارب وتحديات ومصاعب تجاوزناها بإيماننا وعزيمتنا التي ماعرفت إلا النجاح عنواناً دائماً لها، واتخذت منك السبيل والطريق لأن تكون دائماً وأبداً للإنسان عوناً .