
مركز الأطراف الصناعية في عدن
على مر العصور، لطالما كانت الشعوب هي الخاسر الأكبر من جحيم الحرب، فأي حرب مهما كانت دوافعها ونتائجها وأطرافها لابد أن تنعكس سلباً على حياة المدنيين العزل، وتخلف دماراً هائلاً في المنشآت والبنية التحتية ومصالح الأفراد.
ومن بين الأضرار الفردية الخطيرة التي تسببها الحروب، هي الإصابات التي تحدث لدى الأفراد، مودية بهم إلى إعاقة مستديمة، ومانعة إياهم من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، بل وفقدان مصدر رزقهم غالباً.
مدينة “عدن” اليمنية هي إحدى المدن التي دارت الحرب فيها بين الحكومة الشرعية المنتخبة والمليشيات الحوثية، وتلك الحرب أدت الى العديد من الإصابات بين المدنيين، وتلك الإصابات تنوعت بين تشوهات في الجسد أو فقدان عضو من الأعضاء.
واستجابة لهذه الحالة الإنسانية المتأزمة، برز الدور الكبير لمركز عدن للأطراف الصناعية وإعادة التأهيل، والمدعوم من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يقوم بخدمة مئات المصابين مجاناً ليخفف عنهم أعباء وتكاليف السفر ونفقات العلاج المرتفعة.
ضمن مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في عدن، وخلال شهر نيسان من العام الحالي، قام المركز باستقبال 339 مستفيد، وقدم لهم 460 خدمة، وبلغت نسبة الذكور من بين مجمل المستفيدين 92% بينما كانت نسبة الإناث 8%، وشكل النازحون 51% من مجمل عدد المستفيدين، أم المقيمون فشكلوا نسبة 49%.
إضافة إلى كل ذلك، تم تصنيع وتركيب الاطراف الصناعية لحوالي 151 مستفيد، وتوزعت الخدمات التي حصلوا عليها بين قياس أطراف وصيانة أطراف، بينما استفاد 188 مريض من خدمات العلاج الطبيعي، توزعت على جلسات العلاج الفيزيائي والاستشارات التخصصية.
ويتم التركيز من خلال هذا المشروع على فئة الشباب، حيث تعد هذه الفئة من أولويات المشروع بما تمثله من أهمية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وتتضمن خدمات مركز الأطراف في عدن تقديم العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل الحركي الى المصابين سواء بحالات البتر أو الأذى في النخاع الشوكي والإصابات العصبية المختلفة، كما يؤمن المركز طبيباً أخصائياً ضمن التشوهات الخلقية والتجميل لمساعدة المرضى على تخطي إصابتهم ومعالجة العواقب الناجمة عنها.