مركز الغسیل الكلوي في مدینة الغیضة بمحافظة المھرة الیمنیة
أجسادھم المنھكة وتحریرھم من قیود الألم الذي لا یمكنھم التعایش معه بحال من الأحوال، لذلك كان مركز الغسیل الكلوي في مدینة “الغیضة” بمحافظة “المھرة” الیمنیة قبلةً للمئات من مرضى الفشل الكلوي وأمراض الكلى المختلفة، مبتغین فیھ الخلاص من آلامھم، وفي ذات الوقت، التحرر من قیود الكلف المادیة الباھظة لدى مراكز الغسیل في المشافي الخاصة. ولأن انتظار يوم واحد اخر قد يكلف حياة احدهم وبسبب حاجتهم إلى عنایة مستمرة متخصصة لكي یبقوا محافظین على الخیط الرفیع الذي یبقیھم على قید الحیاة، رغم التحدیات الكبیرة التي تبرز في ھذا الصدد أمام المرضى، منھا إمكانیة توافر مراكز الغسیل، ومدى توافر الأماكن فیھا، والمسافة التي تفصلھم عنھا، والكلفة المادیة التي یضطرون لدفعھا ھناك. تسعى الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث – الأمين وبدعمٍ كريم من مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية الى تقديم حلول دائمة وجوهرية لهذه التحديات. و كمثال على ھذه التحدیات الصعبة، تحضرنا قصة “خمیس علي سعید”، حیث سافر خمیس إلى الھند لیجري عملیة قسطرة، وعاد إلى موطنه في محافظة “المھرة” لیواجه صعوبة في استكمال العلاج بسبب ندرة المستشفیات والمراكز المتخصصة، وكان مركز الغسیل القدیم غیر قادر على استقبال الأعداد المتزایدة من المرضى، الأمر الذي دفع البرنامج السعودي لإعادة الإعمار إلى إنشاء مبنى جدید خاص بأمراض الفشل الكلوي. ومنذ افتتاحه أصبح خمیس أحد المستفیدین من ھذا المركز الذي یموّله مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانیة. وصار بإمكان خمیس الآن إجراء الغسیل ثلاث مرات أسبوعیا في إحدى الغرف المخصصة لعزل المصابین بفایروس الكبد، وبدأت حالته بالتحسن تدریجیاً مع حصوله على العلاج والمعاینة الطبیة المستمرة.