كيف كان مركز تعز للأطراف الصناعية شعاع الأمل في حياة بطلنا عبده جلمود
عبده جلمود أحد سكان مدینة الحیمة التابعة لمحافظة الحدیدة، یبلغ جلمود حالیاً 25 عاماً، متزوج ولیس له أبناء بعد، قبل بدایة الازمة كان جلمود یمارس حیاته الطفولیة اسوة بالأطفال جیرانه وقد وصف تلك الفترة من حياته قائلاً: قبل الازمة كنت ادرس في المرحلة المتوسطة، ومن ثم توقفت في الصف التاسع، وانخرطت حینھا بسوق العمل نتیجة للأوضاع التي آلت الیھا البلاد، فكان لابد لي في مساعدة أسرتي بعد انقطاع الأعمال ودخول البلاد في انھیار اقتصادي فـ بدأت العمل في مصنع خاص بـ انتاج الثلج.
قد لا یكون جلمود أحد المتضررین من الازمة بشكل مباشر كونه لم ینزح من منزله او یصاب نتیجة لمخلفات الحرب، الا ان ما أصابه شيء مختلف تماما لا یختلف عن إصابة الحرب. يتابع جلمود: جمعت لي مبلغ من المال بعد أن بلغ عمري 23 عاماً، حینھا قررت ان أتزوج، و حينها أصبحت معیل لـ اسرة وبجانبي اسرتي ایضاً، حتى نھایة عام 2022 كان مقدر لي ان أصاب نتیجة لحادث مروري وانا عائد الى المنزل بعد شراء الأسماك , كنت حینھا على دراجة ناریة , مما انقلبت الدراجة الناریة و أصیب عظمة الركبة و تقتطع
بعض الاوردة و الشرایین , وتم اسعافي مباشرة الى عدن عبر منظمة أطباء بلا حدود , الا ان الإصابة اكبر من ان تعالج , فقرر الأطباء بتر القدم من فوق الركبة، یتعرض البشر بكل الحالات لصدمة تفتك بھم لفترة من الزمن اثناء فقدانھم لـ أحد أطراف جسمھم، حتى یتم احتساب ذلك للقدر المكتوب، حزنت جدا على ما أصابني، وخصوصاً أنى عریس، لم یمضي على زفافي سواء عدة أشھر فقط، إلا الایمان بالاقدار ھو الأھم – كان جمیع أقرباء وأصدقاء جلمود مصدومون للغایة نتیجة لما حدث له، حتى ان بعضھم لم یعودوا مصدقین حتى الان بحسب حدیث جلمود، لفترة اكثر من العام ضل جلمود یعتمد في حیاته على عكاز و أحیاناً على جذع شجرة للمشي واحیان لا یغادر منزله – كانت حیاتي اسواء مما كنت أتوقع , وزني الزائد لم یعد یساعدني على ممارسة حیاتي , لم اعد استطیع المشي حتى بعكاز , لیالي سوداء عشتھا في حالات اكتئاب , حتى یأتي الفرج , ذاك الفرج الذي لم اتوقعه ابدا , فقط تم التواصل معي من قبل فریق خاص بمركز الأطراف الصناعیة و إعادة التأھیل الممؤل من مركز الملك سلمان للإغاثة و الاعمال الإنسانیة , یخبروني من خلال بعض الكلمات في تلك الدقیقة الفارقة بحیاتي , اتجھز سیتم نقلك الى مدینة تعز لیتم تركیب لك طرف صناعي و توفیر السكن و التغذیة على نفقة مركز الملك سلمان.
بحسب وصف جلمود لقد كانت لحظات فارقة بحیاته , فقد أصبحت حیاته بالكامل مختلفة , تم تحدید موعد سفر جلمود , وعبر تلك السھول و الجبال وبعد ثمانیة ساعات من السفر , وصل جلمود الى مدینة تعز , الى ذاك المركز الذي وجه له رسالة امل.
تابع جلمود: وصلتُ تعز إلى مركز الأطراف , حینھا فورا تم استقبالنا في المركز , وتم اجراء القیاسات ومنھا البدء في تجھیز الأطراف الصناعیة , یومان حتى جھز الطرف و البدء في التدریب علیه , تلك اللحظات الأولى ب المشي على القدم , أتذكر تلك الخطوات الأولى التي یخطوھا الأطفال في حیاتھم , لكني لم اخذ كل تلك المدة , یومان فقط حتى استطعت المشي على الطرف كـ انسان بالغ , معجزة ان اعود للمشي, صحیح لن اعود للعمل في الاعمال الشاقة , الا اني یمكنني التحرك في أي وقت ارید و یمكنني العمل بالاعمال المتوسطة, لقد كان هذا المركز هو شعلة الأمل في حياتي وحياة الكثيرون وأنا أشعر بالإمتنان الشديد لهم على ما قدموه لي من خدمات.