قصة نورس بشير محمد علي ملهمة تثبت أن الإرادة أقوى من الحرب
في زمن تتشابك فيه معاناة الحرب مع آمال الأمل والتحدي، تظهر قصص إنسانية ملهمة تذكرنا بقدرة الإرادة على قلب المعادلات، وتحويل الصعاب إلى فرص حقيقية للنجاح. من بين هذه القصص، تبرز قصة الشاب نورس بشير محمد علي، الذي شاءت ظروف الحرب والنزوح أن تضعه في مواجهة أصعب التحديات.
وُلد نورس في محافظة صنعاء عام 2006، وكان شخصًا طموحًا يحمل أحلامًا كبيرة بمستقبل مشرق، رغم حياة بسيطة وظروف صعبة مرت بها أسرته. لكن في عام 2021، صدمت حياته إصابة بطلقة رصاص أدت إلى فقدان أحد أطرافه، غير أن إرادته لم تنكسر، وبمساعدة ودعم مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل الذي تشغله الجمعية الدولية “الأمين”، بفضله تم تركيب طرف صناعي متطور وسليم، وأُعطي فرصة للبدء من جديد.
بالرغم من التحديات، لم يوقفه شيء، بل قرر أن يكون أكثر إصرارًا، فالتحق بالدراسة الثانوية، وقرر أن يتعلم مهنة الخياطة ليعول نفسه وأسرةه. بدأ يتعلم المهنة بجد واجتهاد، ومع مرور الوقت، أصبح يمتلك قدرة فائقة على تصميم وخياطة الملابس، مما مكنه من العمل بشكل مستقل، وتحقيق دخل يغطى احتياجاته، ويعيد إليه شيئًا من استقلاليته وثقته بنفسه.
قصّة نورس ليست مجرد رحلة نجاح فردي، بل رسالة قوية تؤكد أن الدعم الصحيح يُعطي الإنسان فرصة لتحقيق الأحلام، وأن الأمل يمكن أن ينمو رغم كل العواصف. بفضل الدعم المستمر من مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل، الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، استطاع نورس أن يعيد بناء حياته، ويصبح رمزًا للصمود والإصرار، ومثالًا حيًا لمدى أثر العمل الإنساني في تغيير مسارات حياة الأفراد، وفتح أبواب الأمل أمامهم.
الجمعية الدولية “الأمين” كانت دائمًا إلى جانب من يحتاج، وعبر برامج الدعم والتأهيل، تبرز رسالة أن الإنسان غاياته لا تنتهي، وأن بإمكان الإرادة المدعومة أن تصنع المستحيل.