صمود وأمل : قصة غسان ديب شاهين.
غسان دیب شاھین هو شاب سوري يحكي قصته الملیئة بالإصرار والأمل. وُلِد غسان في مدینة یبرود عام 1996، وكانت حیاته تمضي في نسیم الأمان والاستقرار حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي غیرت مجرى حیاته بشكل جذري، حيثُ اضطر غسان وعائلته للفرار من ویلات العنف والدمار عندما اندلعت الحرب السوریة المدمرة في سنة 2011، وجد غسان نفسه وأسرته يبحثون عن مأوى آمن في بلدة عرسال في لبنان، حیث اندمجوا في المجتمع اللاجئ وبدأوا حیاةً جدیدة بمنزل متواضع، كان قد تعرض غسان لإصابة خطیرة بعد سقوط قذیفة أثناء الحرب والتي أصابته بعدة شظایا في البطن ولم تكن ھذه مجرد إصابة بل كانت بدایة لمعاناته الطویلة، فقد تسببت في مشاكل بولیة وتشكل حصى في كلیته مما أضاف مزیدًا من الألم والمعاناة إلى حیاته المأساویة، فعلى الرغم من الألم الجسدي والنفسي الذي عاشه غسان فقد كان یعاني أیضًا من تحدیات مادیة صعبة، حیث لم یكن لدیه القدرة على تغطیة تكالیف علاجه الطويلة، وھنا بدأت قصة غسان الحقيقية.
بفضل تمویل مركز الملك سلمان، تم توجیه غسان إلى مركز عرسال الصحي، الذي أصبح أملاً له ولعائلته ھناك، تم تقدیم الرعایة الصحیة اللازمة لغسان بشكل شامل كما تم إجراء صور شعاعیة وصور ایكو وتحالیل مخبریة دقیقة لتقدیر حالته بدقة، استمرت رحلة علاج غسان لمدة سنة كاملة، خضع فيها لجلسات عدیدة، وأُجریت له تحالیل مخبریة وصور أشعة دوریة لمراقبة تقدم العلاج، كان الأمل ینمو یومًا بعد یوم في قلب غسان كل ذلك بفضل الجھود المبذولة من قبل الأطباء والممرضین في المركز، تحسنت حالة غسان بشكل كبیر وبدأ یشعر بالراحة والأمان، بدأت طموحاته تتجدد، وظھرت فرص جدیدة أمامه لبناء حیاة أفضل لنفسه ولعائلته.
هكذا كتب غسان قصة الإصرار والأمل الذین یمكن أن ینبعثان من الظروف الأكثر صعوبة، قصة جسد فيها قوة الإنسانیة والأمل في إحداث التغییر وتحقیق الشفاء، وأرسى فيها قیمة الرعایة والمساعدة الإنسانیة التي یمكن أن تتخطى الحدود وتلمس قلوب البشر.