محمد ناصر الروح القوية التي لم تنكسر
في أحضان جبال يافع في محافظة لحج، عاش محمد أحمد ناصر، رجل في عقده الرابع حياته حاملاً عبء الحياة على كتفيه، حيث كانت أيامه تنسجم مع روتين الحياة العائلية، وقلبه ينبض بفرح الأبوة والزواج، كان محمد أب لثلاثة أبناء وابنتين. في يوم من أيام العام 2019، انطلق محمد لتلبية مهامه العسكرية، يمشط المواقع بحذر تام، يحمل مسؤولية الدفاع عن وطنه، لكن القدر باغته بقذيفة هاون قربه، تسببت في بتر مؤلم لساقه اليمنى من فوق الركبة، استفاق محمد من غيبوبته في المشفى، وهو يحاول تفسير مأساته، وجد نفسه محدود الحركة وسط مأزق البتر، لكن الروح القوية لم تنكسر.
غادر محمد إلى الهند، حاملاً أمل التآلف مع الحياة مجدداً، حيث حصل على طرف صناعي و لكنه كان ثقيلاً وبات لا يفيد بعد فترة من الزمن، بعد عودته إلى اليمن تم تحويل محمد عن طريق مركز الجرحى إلى مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة عدن – اليمن ، والذي يدعمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث كانت تكمن نافذة الأمل هناك و كتبت الحياة له صفحة جديدة، قابل الأطباء المتخصصين الذين أجروا له القياسات، وتم صناعة طرف جديد وقاموا بتجهيزه وتدريبه على استخدامه، بعد استلامه للطرف الجديد، أصبح قادرًا على العودة إلى عائلته واستعادة حياته.
اليوم، يمشي محمد بكل ثقة، يتجاوز الحياة الصعبة بتلك الطمأنينة، وقد عبر محمد عن هذا بقوله أن المركز كان كالضوء في آخر النفق، منارة لليائسين والمغلوبين، يقدم الأمل لمن هزمتهم الظروف والأوطان والأمم، إنه طوق النجاة الذي لا ينقطع، وقد سطَّر له فصلاً جديداً في رواية حياته.